رفض احتجاج الوحدة- تأخير مباراة النصر قانوني وهبوط الوحدة مؤكد

كشفت مصادر وثيقة الصلة لـ«الرياضية» أن مركز التحكيم الرياضي قد اعتمد في دراسة الاحتجاج المقدم من نادي الوحدة ضد نادي النصر، والمتعلق بتأخير موعد مباراتهما، على البيانات الرسمية الموثقة والمرسلة عبر النظام الإلكتروني الداخلي للاتحاد السعودي لكرة القدم، وهي البيانات التي تكتسب صفة الاعتماد بموجب المادة رقم 120 من لائحة الانضباط والأخلاق.

وأوضحت المصادر عينها، أن مركز التحكيم الرياضي اتخذ قرارًا برفض الطعن الذي تقدم به نادي الوحدة بخصوص شرعية تأخير مباراة فريقه الكروي الأول ضد النصر لمدة ساعة كاملة عن الموعد الأصلي المحدد ضمن منافسات دوري روشن السعودي للمحترفين، الأمر الذي يؤكد بشكل قاطع هبوط الفريق الوحداوي إلى منافسات دوري يلو لأندية الدرجة الأولى.

وشددت المصادر المطلعة ذاتها، على أن الإفادة الرسمية التي قدمها مراقب المباراة عقب انتهاء مواجهة الوحدة والنصر تضمنت تأكيدًا على أن حكم الساحة كان على دراية كاملة وملماً بملابسات تأخر وصول حافلة نادي النصر إلى أرض الملعب، وأنه هو الشخص المخول بتقييم الموقف برمته، حيث وصلت حافلة النصر في تمام الساعة السابعة واثنتي عشرة دقيقة مساءً، وعلى إثر ذلك، سمح حكم اللقاء للاعبي النصر بإجراء عمليات الإحماء اللازمة قبل انطلاق صافرة البداية في تمام الساعة الثامنة مساءً، مع مراعاة توقيت دخول وقت صلاة العشاء، وقد أوضح الحكم للاعبي الوحدة في حينه أن هذا التأخير يقع ضمن صلاحياته النظامية المخولة له بموجب تقديره للظروف القاهرة الخارجة عن الإرادة.

وفي سياق متصل بطلب نادي الوحدة بمخاطبة الجهات الرسمية المختصة، أكدت مصادر «الرياضية» الموثوقة أن إدارة نادي الوحدة قد قامت بمخاطبة فرع وزارة الرياضة في منطقة مكة المكرمة، وذلك بهدف مطالبة الجهة المختصة بتقصي الحقائق والكشف عن ملابسات تأخر وصول حافلة نادي النصر إلى ملعب المباراة، وبناءً على ذلك، بادرت الوزارة بمخاطبة مركز التحكيم الرياضي للتأكد من صحة المعلومات المطلوبة وتحديد الجهة المسؤولة عن ذلك، وكذلك للاستيضاح عما إذا كانت مخاطبة الجهة المختصة بشأن القضية المنظورة يشكل تأثيرًا جوهريًا على مسارها، وذلك لاتخاذ القرار المناسب بشأن مخاطبة تلك الجهة من عدمه، وقد تلقت الوزارة إفادة من هيئة التحكيم تفيد بعدم الحاجة إلى مخاطبة أي جهة مختصة في هذا الشأن، وأن جميع البيانات والمستندات التي قدمها الأطراف المعنية تعتبر كافية.

تجدر الإشارة إلى أن مركز التحكيم الرياضي كان قد اعتمد في التاسع والعشرين من شهر يونيو الماضي تشكيل هيئة تحكيمية مكونة من ثلاثة أعضاء متخصصين، وذلك للنظر في ملف الاحتجاج المقدم من نادي الوحدة ضد نتيجة مباراته أمام النصر، والتي أقيمت في الخامس والعشرين من شهر فبراير الماضي، وانتهت بفوز النصر بهدفين دون مقابل على أرض ملعب مدينة الملك عبد العزيز الرياضية في الشرائع، وذلك ضمن منافسات الجولة الثانية والعشرين من بطولة الدوري.

ووفقًا لمصادر «الرياضية»، فقد تشكلت الهيئة الثلاثية من كل من المحكم التونسي حامد المغربي، الذي تم اختياره من قبل إدارة نادي الوحدة، بينما وافق كل من الاتحاد السعودي لكرة القدم ونادي النصر على ترشيح الدكتور عبد الرحمن العبد الكريم كمحكم ثانٍ، واكتمل تشكيل الهيئة بانضمام أحمد أبو عمارة بصفته مُرجِّحًا.

وكان نادي الوحدة قد قدم احتجاجًا رسميًا على قانونية تأجيل موعد انطلاق المباراة من الساعة السابعة إلى الساعة الثامنة مساءً، وذلك بسبب تأخر وصول حافلة فريق النصر إلى الملعب بعد الموعد الرسمي المحدد لانطلاق صافرة البداية، وذلك وفقًا لما رصدته «الرياضية» في حينه، إلا أن لجنة الانضباط والأخلاق في الاتحاد السعودي لكرة القدم قامت برفض هذا الاحتجاج بموجب قرار قابل للاستئناف صدر في الرابع من شهر مارس الماضي.

وفي وقت لاحق، ألغت لجنة الاستئناف القرار الصادر عن لجنة الانضباط، وأعادت ملف القضية إليها مرة أخرى، إلا أنه للمرة الثانية، رفضت لجنة الانضباط احتجاج نادي الوحدة بموجب قرار آخر قابل للاستئناف، صدر في الثامن والعشرين من شهر أبريل الماضي، ولم يستهلك نادي الوحدة الكثير من الوقت وسارع برفع ملف القضية إلى لجنة الاستئناف التي قررت قبوله وإعادته إلى لجنة الانضباط للمرة الثالثة، قبل أن يتقدم نادي الوحدة بطلب تحكيم مستعجل إلى مركز التحكيم الرياضي، والذي قام بدوره بقبول الطلب وتشكيل لجنة خاصة للنظر في القضية.

وفي نهاية المطاف، هبط الفريق الوحداوي إلى دوري يلو لأندية الدرجة الأولى بعد أن احتل المركز السادس عشر في الترتيب العام خلال النسخة الأخيرة من الدوري، وذلك بفارق نقطة واحدة فقط عن نادي الأخدود، الذي تمكن من البقاء في دوري المحترفين.